نتائج جبل لبنان وزحلة تعطي رسالة واضحة عبر الانتخابات
المسيحيون يريدون اختيار قياداتهم لا أن يقرر غيرهم عنهم

 

الديار 12 حزيران 2005

 

اعطت نتائج جبل لبنان رسائل واضحة عبر نتائج انتخاباتها وهي الاتي:

 

1 ـ قال المسيحيون انهم لا يقبلون ان يقرر تحالف جنبلاط - الحريري عنهم التحالفات مع قياداتهم، وان المسيحيين عندما وافقوا في ظل الوجود السوري ان يختار لهم غيرهم ممثليهم في المجلس فإنما ارتضوا ذلك نتيجة الصراع الذي حصل بين عون وجعجع والخسائر التي منيوا بها، والوضع الذي حل بهم، لكنهم بغياب الوجود السوري فإنهم يرفضون ان تقرر قيادات غيرهم من هم ممثلو المسيحيين، وهذا ما عكسته نتائج انتخابات جبل لبنان وزحلة.

 

2 ـ ان المسيحيين سامحوا العماد ميشال عون على تحالفه مع قيادات كانت تمثل تحالفاً مع سوريا، لأن العماد عون قاتل سوريا بشراسة وعندما عاد واصبحت سوريا خارج لبنان تصرف باعتدال ولم يهاجمها، بل ذهب الى الشأن الداخلي اللبناني، واعتبر الخلاف مع سوريا منتهياً مع انسحابها، بينما نظر المسيحيون بارتياب الى القوى التي تحالفت مع سوريا 15 سنة، وعندما غادرت سوريا لبنان تصرفوا بشراسة ضدها على عكس ما تصرف العماد عون باعتدال يوم خرجت وقاتلها بالسلاح يوم كانت.

 


استخلاص من نتائج الانتخابات

يبدو ان العماد عون اكتسح جبل لبنان مسيحياً عبر الانتصار في جبيل ـ كسروان والمتن الشمالي، وان كان قد خسر في بعبدا ـ عاليه فإن الأصوات المسيحية التي نالها يبدو انه سجل انتصاراً كبيراً على الصعيد المسيحي.

 

ولو أعطاه حزب الله أصواته في بعبدا ـ عاليه لكانت لائحة من 11 نائباً انتصر فيها عون مقابل اعطاء حزب الله نائباً واحداً كما حصل مع لائحة جنبلاط وحلفائه التي اعطت حزب الله نائباً واحداً.

 

وهكذا يبدو ان لبنان ذهب الى توازن الطوائف من جديد، فالزعيم الدرزي هو جنبلاط وزعماء الشيعة هما حزب الله وحركة امل والزعيم السني الاقوى هو سعد الحريري، والزعيم المسيحي الاقوى هو العماد ميشال عون، رغم ان عون يقول انه يتوجه وطنياً لكن الأصوات التي اعطته هي مسيحية.

 

وهكذا من جديد يرتسم لبنان طائفياً عبر تقسيم طائفي على الطوائف والمذاهب.

 

 

مصادر جنبلاط والحريري
في هذا الوقت، يبدو ان مصادر جنبلاط والحريري غير المباشرة تقول انه طالما تحالف الرئيس لحود مع العماد عون فليقم بتأليف الحكومة المقبلة مع العماد عون، وإن سعد الحريري لم يعد متحمساً لتأليف الحكومة، وان جنبلاط سيلقي المسؤولية على الرئيس لحود والعماد عون لتأليف الحكومة ولن يشارك فيها، على قاعدة ان يتحمل الرئيس لحود مسـؤولية اعادة العماد عون وما جرى من تقسيم طائفي حالياً.

 

أذهلت نتائج انتخابات الدورة الثالثة من الانتخابات النيابية التي شملت دوائر جبل لبنان والبقاع، مختلف الأوساط السياسية وفجرت مفاجآت من العيار الثقيل حيث فازت لوائح العماد ميشال عون بالكامل في كسروان ـ جبيل والمتن الشمالي وبفارق كبير من الاصوات اضافة الى فوز تحالف عون مع النائب ايلي سكاف بكامل مقاعد دائرة زحلة وسط مشاركة كثيفة فاقت كل التوقعات، باستثناء المشاركة المسيحية في دائرة بعبدا ـ عاليه والتي جاءت بنسبة 46% فقط، فيما كانت التوقعات تشير الى نسبة تفوق الـ50%.

 

اما ائتلاف المعارضة فسجل فوزاً متوقعاً في دائرة الشوف وكذلك في دائرة البقاع الغربي - راشيا. كما اكتسح تحالف حركة امل وحزب الله دائرة بعلبك - الهرمل. فيما بقي الوضع غامضاً بالنسبة للصورة النهائية لدائرة بعبدا - عاليه وسط تقارب في الاصوات بين اللائحتين، حيث حصل تضارب في المعلومات ليلاً بين الماكينات المتنافسة، لكن الترجيحات اعطت لجنبلاط 11 مقعداً في بعبدا ـ عاليه.

 

وبذلك يكون لقاء قرنة شهوان قد تلقى ضربة قاسية قبل المرحلة الرابعة والنهائية التي ستدور في محافظة الشمال.

 

واحتل النائب بيار الجميل المقعد الماروني الرابع في المتن الشمالي متفوقاً على النائب نسيب لحود بحوالى الالف صوت وفي تعليق اولي له بعيد اتضاح صورة نتائج الانتخابات قال النائب وليد جنبلاط فيما يشبه التحذير ان هذه الانتخابات تذكره بنتائج انتخابات العام 1968، حيث انهزم الاعتدال المسيحي واتى الحلف الثلاثي الذي كان احد اسباب الحرب الاهلية.

 

واضاف جنبلاط ان بشار ولحود ذكيان وأتيا بعون كأداة صغيرة لخلق توتر على الساحة المسيحية ولعودة سوريا الى لبنان من البوابة الخلفية. وليقولا للاميركيين انهما يستطيعان ضبط الساحة اللبنانية. وتمنى جنبلاط الا يخسر حلفاؤه في الشمال، مشيراً إلى ان الوضع عاد 28 سنة الى الوراء وتحديداً الى العام 1976. واعلن انه سيحاول مع قوى الاعتدال المسيحي دعم التوازن في الشمال.

 

ورد عليه العماد ميشال عون من خلال تلفزيون الجزيرة قائلاً انه اذا كان الاعتدال هو في موضوع التساهل في السرقة، فهو طبعاً في موقع المتطرف والمتطرف جداً.

 

وخلال سير العملية الانتخابية نهاراً، صدرت مواقف واضحة تتعلق برئاسة الجمهورية ودعوة المعارضة الرئيس لحود للاستقالة، فكان الرد الاول من الرئيس لحود نفسه بعد ادلائه بصوته في بلدته بعبدات حيث قال انه سيكمل ولايته الدستورية حتى آخر لحظة من مدة الولاية، مشيراً الى ان لا احد يمكن ان يضعه في عزلة وبعدها تساءل «اية معارضة» تواجهه وماذا فعل اركانها للبنان، واعتبر الرئيس لحود ان قانون الانتخاب الحالي غير سليم ويجب ان تكون الاولوية الاولى امام المجلس النيابي الجديد لتغييره.

 

وكشف رئيس الجمهورية انه كان ضد قانون العام ألفين والرئيس الحص ايضاً. وأضاف: «الذين استفادوا انذاك من هذا القانون، هم الذين يستفيدون منه الآن. وهؤلاء من طلب القانون. كما اشار الرئيس لحود الى انه اقترع لمن يرى انه قادر على توحيد لبنان وليس طائفياً ويعمل لكل اللبنانيين كما يعمل في الوقت نفسه لوقف الهدر والفساد.

 

أما الموقف الثاني فجاء على لسان العماد ميشال عون خلال زيارته النائب فارس بويز في منزله في الذوق فقال انهم وجهوا الاهانات للرئيس الهراوي في نهاية عهده في بداية الامر ثم في ولاية الرئيس لحود هم الذين انتخبوه وهم انفسهم بدأوا «يبهدلوه» ويحاكمونه في نهاية ولايته ايضاً. اذا كانوا يريدون تغيير رئيس الجمهورية، فلا بأس، فنحن في المطلق لسنا داعمين الرئيس لحود ولسنا ضده في المطلق ايضاً. ولكن اذا ارادوا رئيساً جديداً للجمهورية فيجب ان نعرف على الاقل على اي شروط يريدونه حتى لا «يتبهدل» هذا الرئيس الجديد ايضاً، وكي يكون لديه برنامج. اما ان نغيِّر الرئيس لمجرد تغييره، فأنا اسأل: لماذا؟.

 


التفاصيل الانتخابية
وفي التفاصيل الانتخابية، فإن لائحة العماد ميشال عون في دائرة كسروان - جبيل فازت وبفارق كبير على اللائحة المنافسة والتي تضم ائتلافاً من نواب المنطقة وحزب الكتلة الوطنية وتيار القوات اللبنانية والحركة الاصلاحية الكتائبية. وجاءت المشاركة بنسبة 62%.

 

وفي المتن الشمالي جاء فوز اللائحة غير المكتملة للعماد عون والمتحالفة مع نائب رئيس مجلس النواب ميشال المر وحزب الطاشناق مدوياً ايضاً حيث فاز جميع اعضاء هذه اللائحة مع تسجيل فوز النائب بيار الجميل عن المقعد الماروني الرابع وبفارق يقارب الالفي صوت عن النائب نسيب لحود.

 

وسجلت نسبة مشاركة حوالى 51%.

 

وفي دائرة الشوف سجل فوز ساحق للائحة تحالف الاشتراكي والمستقبل والقوات اللبنانية. اما نسبة المشاركة فكانت 49%.

 

وفي دائرة بعبدا - عاليه، فإن الفرز الذي كان ما يزال مستمراً حتى ساعة متقدمة من الليل، كانت النتائج تشير الى ضبابية في الصورة واحتمالات حصول خرق، ولو ان الترجيحات الاولية اشارت الى تقدم لكامل لائحة تحالف الاشتراكي - القوات - الاصلاحية الكتائبية بفارق بسيط على لائحة تحالف العماد عون - ارسلان.

 

وبلغت نسبة المشاركة 54%.

 

اما المفاجأة فكانت في دائرة زحلة حيث سجل فوز لكامل لائحة تحالف سكاف - تيار العماد عون، واول خسارة لمرشحي تيار المستقبل خلال هذه الانتخابات. كما سجل سقوط النواب محسن دلول ويوسف المعلوف ونقولا فتوش.

 

وفي البقاع الغربي فازت اللائحة المدعومة من تيار المستقبل بكامل المقاعد وبفارق كبير عن اللائحة المنافسة.

 

وأظهرت النتائج الأولية التي اعلنتها ماكينة حزب الله الانتخابية من بعلبك والهرمل عن فوز كامل اعضاء اللائحة بفارق كبير، وقد شهدت شوارع مدينة الهرمل ابتداءً من الساعة السابعة مساءً مظاهر فرحٍ عارمة حيث جابت شوارع المدينة مئات السيارات مطلقة ابواقها ابتهاجاً.

 

وأفيد انه حصلت بعض الحوادث الامنية في مناطق البقاع الشمالي كان ابرزها تعرض منزل المرشح حافظ امهز في بلدة اللبوة لاطلاق نار من قبل مجهولين ادى الى اصابة المدعو محمد هيثم امهز بجروح مما استدعى نقله الى احد مستشفيات مدينة بعلبك.

 

هذا واستقرت نسبة المقترعين في قضاء الهرمل على 52% من الأصوات في وقتٍ سجل فيه تدنٍ في قرى وبلدات البقاع الشمالي السنّية والمسيحية باستثناء بلدة القاع حيث رست هذه النسبة على حوالى 38%.

 


اعلان لائحة عون ـ فرنجية في الشمال
واعلنت امس في الميناء في طرابلس لائحة قرار الشعب لخوض الانتخابات في الدائرة الثانية في الشمال والتي ضمت تحالف فرنجية - عون - الرافعي - وكرامي.

 

وضمت اللائحة عن المقاعد السنية في طرابلس: عبد المجيد الرافعي، احمد كرامي، محمد نديم الجسر، صفوح يكن ونواف كباره. وعن المقعد الارثوذكسي رفلي دياب.

- المقعد الماروني: فايز كرم.
- المقعد العلوي: احمد حبوس.
- المقعد السنّي في المنية: محمود طبو.
- زغرتا - الزاوية: (ثلاثة مقاعد مارونية): سليمان فرنجية، اسطفان الدويهي وسليم كرم.
- الكورة: (3 مقاعد ارثوذكسية)
: فايز غصن، سليم العازار وعطا جبور.
- البترون (مقعدان مارونيان): جبران باسيل ونزار يونس.