back to conseil d'environnement

رحلة سيراً على الأقدام للتعرف على شجرة الشوح وغاباتها في أعالي القبيات وعكار العتيقة.

د. أنطوان س. ضاهر

من ضمن نشاطاته الأسبوعية التي تعنى بالطبيعة وبالتوعية البيئية، أقام مجلس البيئة رحلة سيراً على الأقدام للتعرف على شجرة الشوح وغاباتها في أعالي القبيات وعكار العتيقة. شارك أربعون شخصاً من المنطقة والشمال وبيروت وحتى من الجنوب. انطلق المسير من جورة الشعير في القبيات على ارتفاع ١٤٥٠م. نزولاً حتى مقل الصنوبر ومن هنااك ما بين الصنوبر والعزر ومن ثم الشوح صعوداً إلى التلال والصخور المشرفة على الوادي الأسود الجميل والذي أخذ هذا الإسم من ظلال اشجار الشوح التي تحجب الشمس نظراً لكثافة الشجر. ومن هناك نزولاً إلى الوادي حيث كان لقاء مع قطيع ماعز وراعيه وهو الفتى خالد الذي يمضي شتاءه على مقاعد الدراسة في مدارس عكار العتيقة وصيفه في ربوع ووديان الطبيعة العكارية الخلابة. ومن ثم إلى عين تابت حيث الماء العذبة البعيدة عن التلوث الصارب في عمق أعماق مياهنا اللبنانية الجوفية تحت الألف متر. وكان غذاء في موقع المصطبة حيث تجمع السائرون حول الشنكليش والجبنة البلدية والبطاطا والفاكهة والحلاوة وحلوى المدّ. وكان شرح عن شجرة الشوح الكيليكي،وهي نادرة أكثر من الأرز، إذ أنها لا تتواجد سوى في عكار والضنية وهناك بعض الاشجار في محمية حرش أهدن. وينعدم تواجدها من أهدن حتى القطب الجنوبي! اما في شمال الكرة الأرضية فهي متواجدة في كيليكيا التي منها أخذت الاسم بالرغم من أن موطنها الرئيسي هو في عكار. وهي من الأشجار القليلة التي لم يقض عليها العصر الجليدي الأول، لذا يعتبر الشوح الكيليكي، جينياً، من أقدم الأشجار.
وكانت العودة صعوداً إلى نقطة الانطلاق من ضمن مسير دائري، بطول ١٠ كلم دام نهاراً كاملاً تخلله المرح والتعارف والاستمتاع بالمناظر وأخذ نفسٍ في طبيعة تريح الأعصاب وتغذي العقل والروح.


 

  back to conseil d'environnement