back to conseil d'environnement

مع الدكتورة رنا الزين : Forêt méditerranéenne. Forêt libanaise (تموز 2019) 

د. أنطوان س. ضاهر

نظرياً وميدانياً، ومن ضمن دورة الدليل الجبلي التي يقوم بها مجلس البيئة-القبيات، أمضى المشاركون يومين مع الدكتورة رنا الزين. في البداية محاضرة عن الغابة المتوسطية التي تتواجد في حوض المتوسط لكن أيضاً في كاليفورنيا، بعض مناطق اوستراليا وافريقيا الجنوبية ومناطق أخرى في العالم، وعن خصائصها الناتجة عن مناخ تدرجي ما بين المعتدل الاوروبي والمناخ الاستوائي، إذ أن على الغابة المتوسطية أن تتأقلم مع ٦ إلى ٧ أشهر جفاف وحر. تتميز الغابة المتوسطية بتنوعها الكبير وبكثرة التضاريس فيها، تقسم فيها النباتات إلى خمس طبقات وذلك حسب معدل حرارة الشهر الأبرد، من الأرغان المتواجد في المغرب إلى اللزاب الذي يغطي قمم لبنان. وتعتبر الغابة في البحر المتوسط ثاني أكثر نقطة حارة في العالم نظراً لضغط الإنسان وتأثيره عليها إذ أن الإنسان سكن حوض المتوسط منذ القدم قبل أن يسكن باقي المناطق الأخرى، فصار هذا الحوض مهد الحضارات إنما أيضاً منطقة تأثرت كثيراً بتدخل الانسان فيها، ما يفسر بأن لا تكون النظم البيئية عندنا "طبيعية" بقدر ما هي زراعية.

تقسم المجتمعات الغابية في المتوسط إلى أربعة: ال garrigue (وهو مصطلح يعني الأرض ذات التربة الفقيرة وتشبه ما نسميه نحن الارض البور، تنبت فيها بعض الأعشاب والنباتات والشجيرات دون أي كثافة تذكر) والدغل أو الmaquis حيث الشجيرات الكثيفة وبعض الأشجار، ثم الحرج حيث تعلو الأشجار، وأخيراً الغابة حيث التوع والتكامل ما بين الأشجار والشجيرات والنباتات وكل ما ينمو على أقدام الشجر.

وكانت في اليوم التالي رحلة تطبيقية سيراً على الأقدام من جورة الخيمة في أعالي القبيات ( ١٣٠٠م) حيث الصنوبر والسنديان يتناغمان مع الشوح في الوديان، إلى أعلى حيث العزر في غابات صغيرة إنما بصحة جيدة في منطقة كاف وهبة على ال١٤٥٠ م ومن هناك إلى ما فوق حيث يسيطر الشوح مع اللزاب وتظهر النباتات المتخصصة بارتفاعات ما فوق ال ١٥٠٠ م ، ثم إلى مناطق الأرز.

وكانت نهاية المسير في شير الصنم حيث اللوحة البابلية من أيام حملة نبوخذنصر (٥٥٠ ق.م.) وحيث كانت وجبة غذاء لذيذة تنتظر المشاركين، على وقع انغام غيتار بيار أنطون والأصوات الصدّاحة لبعض الصبايا.

 

 

 

  back to conseil d'environnement